سورة النور - تفسير التفسير الوسيط

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النور)


        


{إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ (52) وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (53) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (54)} [النور: 24/ 51- 54].
هذه هي صفة المؤمنين المميزة لهم بحق، قورنت مع صفة المنافقين في آيات سابقة، أما المؤمنون فإنهم قولا وفعلا، ظاهرا وباطنا، يسمعون ويطيعون، وأما المنافقون فطاعتهم مجرد تصنع وتظاهر بالطاعة، مع خلو القلب والنفس من معاني الطاعة الحقيقية.
إن شأن أهل الإيمان الصادقين في إيمانهم: أنهم إذا طالبهم أحد إلى حكم الله ورسوله في منازعاتهم وإلى شرع الله ودينه أن يبادروا إلى القول: سمعنا وأطعنا، فاستحقوا الوصف بالفلاح والنجاة، ونيل الآمال المطلوبة، والسلامة من المرهوب وكل مخيف.
وأكد الله تعالى بشارة المؤمنين بالفلاح في الآخرة والدنيا، بالفوز بكل خير، والأمن من كل شر، في الدنيا والآخرة، فكل من يطيع الله ورسوله في كل ما أمر به وترك ما نهى عنه، وخاف الله فيما مضى من ذنوبه، واتقاه في مستقبل أيامه، فأولئك هم الذين فازوا فوزا ساحقا، في حياة الدنيا وحياة الآخرة. والمفلحون: هم البالغون آمالهم في دنياهم وآخرتهم، وهم أيضا الفائزون في قصب السبق والتنافس مع الآخرين.
ثم قارن الله تعالى حال المؤمنين هذا، بحال المنافقين في كل زمن، فلقد كان أهل النفاق يحلفون للرسول صلّى اللّه عليه وسلّم مغلّظين الأيمان، مبالغين فيها إلى غايتها أو نهايتها، ومضمون حلفهم: لئن أمرتهم أيها الرسول بالجهاد، والخروج لمواجهة الأعداء، ليخرجن كما طلبت، فكذبهم الله تعالى في هذه الأيمان الكاذبة بقوله: قل يا محمد لهم: لا تحلفوا، فإن المطلوب منكم طاعة معروفة: هي الصدق باللسان، وتصديق القلب والأفعال، طاعة تعرف منكم، وتظهر عليكم في الظاهر والباطن، هي المطلوبة منكم، أما طاعتكم التي تتظاهرون بها، فهي رديّة كاذبة لا قيمة لها، وأيمانكم كاذبة، واضحة الكذب، فكلما حلفتم كذبتم، كما قال الله تعالى: {يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضى عَنِ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ (96)} [التوبة: 9/ 96].
إن الله مطلع على أعمالكم الظاهرة والباطنة، خبير بكم وبمن يطيع ممن يعصي، يعلم بأيمانكم الكاذبة، وبكل ما في ضمائر عباده من الكفر، والنفاق، وخداع المؤمنين، فيجازيكم على كل عمل سوء، وهذا تهديد ولوم ووعيد.
ثم فتح الله باب الأمل لهم، ورغّبهم ورهّبهم، فقل لهم أيها النبي: اتبعوا كتاب الله وسنة رسوله، والآية مخاطبة مباشرة لأولئك المنافقين وغيرهم من الكفار، وكلّ ممتنع عن أمر رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم. وثمرة الطاعة الصادقة معروفة، فإنكم إن تطيعوا هذا الرسول، فيما أمركم به ونهاكم عنه، تهتدوا إلى الحق، لأنه يدعو إلى صراط مستقيم، وليس للرسول سلطان الإكراه والإجبار لأحد، فما على الرسول إلا التبليغ البيّن الواضح لأوامر الله ووحيه، وما تحتاجون إليه في مسيرة الحياة، وهذا هو شأن الرسول، كما جاء في آيات أخرى مثل قوله تعالى: {فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ} [الرعد: 13/ 40]. وقوله سبحانه: {فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22)} [الغاشية: 88/ 21- 22].
تحدد هذه الآيات مهمتين أساسيتين للرسول وللناس، أما مهمة الرسول التي حمّله الله تعالى أمانتها وأوجبها عليه: فهي التبليغ لوحي الإله، ومحاولة إصلاح الناس بالرسالة الإلهية، وإعماله الجهد في إنذارهم وتحذيرهم من مغبة العصيان والمخالفة، وأما مهمة الناس: فهي السمع والطاعة لأمر الله ورسوله، واتباع الحق، وتجنب الظلم والباطل.
وإن الله تعالى لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، فإنه سبحانه يعلم علما دقيقا تاما، بأحوال الأيمان الصادرة عن الإنسان، أهي صادقة معبرة عن الحقيقة والواقع أم كاذبة مناقضة لهما؟ ولا تفيد الأيمان الكاذبة شيئا، وإنما تكون وبالا على حالفيها لأنهم كاذبون، وللكذب جزاء مؤكد، كما لترك الإيمان ومعاداة رسالة الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم جزاء آخر، وعقاب أليم في الدار الآخرة.
مقومات أهل الإيمان في الحكم:
يتميز المؤمنون الصالحون بأنهم في جميع أحوالهم رسل هداية، ودعاة صلاح وإصلاح، يعبدون ربهم عبادة خالصة لا يشوبها شيء من الإشراك والضلال، ويقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ويطيعون رسول الحق والهداية، والعدل والفضيلة، ويتجنبون كل فساد وإفساد، وتخريب، وإهانة، وإذلال، أو امتهان لكرامة الإنسان. وهذه المقومات هي التي مكّنت للمؤمنين في الأرض، وعزّزت بقاء عقيدة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، قال الله تعالى مبينا هذه الخصائص ليعيها سلاطينهم وحكامهم على الدوام:


{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56) لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (57)} [النور: 24/ 55- 57].
سبب نزول هذه الآيات: هو ما رواه الحاكم والطبراني عن أبي بن كعب قال: لما قدم رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه المدينة، وآوتهم الأنصار، رمتهم العرب عن قوس واحدة، وكانوا لا يبيتون إلا بالسلاح، ولا يصبحون إلا فيه، فقالوا: ترون أنّا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين، لا نخاف إلا الله، فنزلت آية: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ} الآية.
لا يصح للمؤمنين المجاهدين أن يضجروا من مكافحة الأعداء، ولا ييأسوا من الحظوة بمظلة الإيمان، والبعد من الخوف على أنفسهم، حتى وإن استمروا في حمل السلاح، لأنه في النهاية ستتحقق لهم الثمرة اليانعة، وهي الاستخلاف في الأرض، فقد وعد الله الذين آمنوا بحق، وعملوا صالح الأعمال أن يستخلفهم في الأرض، واستخلافهم: هو أن يملّكهم البلاد، ويجعلهم أهلها، كما جرى في الشام والعراق وخراسان والمغرب، بدءا من خلافة الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، لأنهم أهل الإيمان وعمل الصالحات.
وذلك كاستخلاف الذين سبقوهم في الإيمان والصلاح على الأرض، كداود وسليمان عليهما السلام، وقد تحقق هذا الوعد الإلهي، لأن وعد الله منجّز، ففتحت الفتوحات الواسعة، في البلاد المختلفة، في مسيرة الفتح الإسلامي الظافر، ووعد الله المؤمنين أيضا التمكين لدينهم الذي ارتضاه لهم، وهو جعل دين الإسلام مكينا ثابتا في الأرض، قويا عزيزا، مهيبا في كل مكان، مرهوب الجانب من الأعداء، منصورا على الأعداء.
ووعد ثالث: هو تحقيق الأمن ونشر ألوية السلام في ربوعهم، وتغيير حالهم من الخوف إلى الأمن والاستقرار، والسعة والرخاء.
ثم ذكر الله تعالى أحوال أمة القرآن بعد تحقيق العزة والسيادة والأمن، وأول هذه الأحوال: أنهم يعبدون الله وحده لا شريك له، فلا يخالط إيمانهم أيّ لون من الشرك الظاهر أو الخفي، أما من كفر النعمة، وجحد فضل الله، بعد هذه النعم، فأولئك هم المتصفون بالفسق البعيدون عن الرحمة، الغارقون في الضلال والعصيان.
وثاني أحوالهم في سلطانهم: أنهم يؤدون الصلاة في أوقاتها تامة الأركان والشروط، ويعطون الزكاة المفروضة عليهم، حتى يكون الجميع أقوياء غير فقراء، ويطيعون الرسول فيما أمر به أو نهى عنه، وذلك كله ليرحمهم ربهم، وينجّيهم من عذاب شديد الألم. وقوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} أي في حقكم ومعتقدكم، وإطاعة الرسول عامة لجميع الطاعات.
وأما المتنكرون لطاعة الله ورسوله، فهم في خطر وخسران ومصير سيء، فلا تظنن أيها الرسول أن الذين جحدوا برسالتك وكذبوك، يعجزون الله، ويفرون من سلطانه إذا أراد إهلاكهم، بل الله قادر عليهم، ومصيرهم إلى النار الحامية، وبئس هذا المصير مصيرهم، وقبح أو ساء هذا المرجع والخاتمة أو القرار والمهاد مرجعهم، وقوله تعالى: {مُعْجِزِينَ} معناه فائتين غير مقدور عليهم. والمصير: المرجع.
وهذا تنبيه وتقريع للكفرة، فإنهم ليسوا بمفلتين من عذاب الله تعالى خلافا لما يظنون أو يتوهمون.
استئذان أفراد الأسرة الواحدة:
للإنسان أحوال من صحو وانتعاش، وجدية وانهماك في العمل، واسترخاء وإيثار للراحة من بعد العناء، ولا شك أن حال الإنسان وقت العمل يختلف عن حالته وقت الراحة والنوم، ويؤثر كل إنسان عنده حياء وإيمان ألا يطلع عليه أحد ولو من أولاده، على حالته الخاصة، وظرفه غير المعتاد، لذا أمر الله تعالى الأولاد سواء في حال الصغر أو بعد بلوغ الحلم أن يستأذنوا على آبائهم وأمهاتهم في أوقات ثلاثة: في وقت النوم والراحة قبل صلاة الفجر، وأثناء القيلولة في الظهيرة، وبعد صلاة العشاء، وخفف الله تعالى عن العجائز بترك ارتداء الثياب الظاهرة في البيت.
قال الله تعالى مبينا هذه الأحكام:


{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58) وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59) وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللاَّتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (60)} [النور: 24/ 58- 60].
نظّم الله تعالى في هذه الآيات علاقات أفراد الأسرة الواحدة فيما بينهم، فأمر بالاستئذان عند دخول بعضهم على بعض في البيوت، فيجب على الخدم في المنازل من الرجال أو النساء ومنهم العبيد والإماء، وعلى الأطفال الصغار قبل البلوغ، أن يستأذنوا عند الدخول على بيوت الآباء والأمهات، ثلاث مرات في اليوم، من قبل صلاة الفجر، لأنه وقت انتهاء النوم في الفراش ليلا، وحين القيلولة أو الاستعداد للنوم وقت الظهيرة، ومن بعد صلاة العشاء، لأنه وقت بداية النوم وخلع الثياب.
إن هذه الأوقات المذكورة هي ثلاث عورات، والعورة: كل ما يجب ستره، ولا يجوز النظر إليه، ولا إثم ولا حرج في ترك الاستئذان في غير هذه الأوقات الثلاثة، وإنما الأمر على الإباحة، تيسيرا للتطواف وأداء الخدمات، فإن هؤلاء الخدم والأطفال الصغار يطوفون عليكم معشر الوالدين في الخدمة وغير ذلك، ويترددون عليكم في الإيناس والمعاشرة، وقضاء الحاجات.
ومثل ذلك التبيين لهذه الأحكام السامية المقصد، يبين الله لكم الشرائع والأنظمة في آياته البينة الواضحة الدلالة على المعاني والمقاصد، والله عليم بأحوال عباده وبما يصلحهم وما يفسد أحوالهم، حكيم في تدبير أمورهم، وتشريع الأصلح لهم.
ويجب أيضا على الأطفال البالغين أن يستأذنوا في المرات الثلاث الآنفة الذكر، سواء مع الأباعد أو الأقارب، وكما بيّن الله هذه الآداب والأحكام بيانا شافيا كافيا، يبين لكم معشر المسلمين أحكاما أخرى، لتحقيق الطمأنينة والاستقرار، والبعد عن المنغصات والأكدار، والله عليم بأحوال عباده، حكيم في معالجة أوضاعهم، وهذا تأكيد لإتمام النعمة من الله بتشريع هذه الأحكام، وتوكيد لمضمون الآية السابقة في حكمها السديد.
ثم أبان الله تعالى حكما خاصا بعجائز النساء في المنازل، وهو أنه لا إثم ولا حرج على كبيرات السن، اللاتي انقطع حيضهن، ويئسن من الولد، ولم يبق لديهن رغبة في الزواج، لا إثم عليهن في تخفيف الملابس، وترك الارتداء الثياب الظاهرة، كالجلباب والرداء والقناع فوق الخمار، إذا لم يقصدن إظهار الزينة الخفية، كشعر ونحر وساق، وهو التبرج:
أي الظهور والتكشف، ولم يكن فيهن جمال أو حسن ظاهر، ولكن الاستعفاف، والاحتياط بالستر، وإبقاء الثياب المعتادة خير وأفضل لهن، والله سميع لأحاديثهن، وكلامهن مع الرجال، عليم بمقاصدهن، ولا تخفى عليه خافية من أمورهن.
رفع الحرج عن ذوي الأعذار في الجهاد وغيره:
لا تكلّف ولا مشقة في شرع الله ودينه، وإنما الطاعة بقدر الطاقة، وتزول الكلفة بالألفة أو المحبة، والقرابة والصداقة، سواء في الأكل من البيوت بلا إذن، أو تناول الطعام جماعة أو فرادى، والتحية المتبادلة: عنوان المحبة والسلام والاطمئنان، حتى في حال الدخول إلى منزل الإنسان، وتلك شريعة الخلود وشريعة أحكم الحاكمين التي تنبئ عن التسامح والتيسير، والتآلف وحسن الظن، وإشاعة المحبة، ودفع الحرج والمشقة التي قامت عليها الشريعة الإسلامية. قال الله تعالى مبينا هذه الآداب:

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7